أكدت أنباء وتقارير صحفية أن هناك خلافا في الإدارة الأميركية بشأن عدد القوات الأميركية التي يجب أن تبقى في العراق بعد نهاية هذه السنة، وهو الموعد الذي تنص اتفاقية أمنية مع الحكومة العراقية على أنه آخر أجل لانسحاب القوات الأميركية من البلاد.
ففي الوقت الذي تحدثت فيه بعض التقارير عن أن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا يوافق على أن يبقى في العراق ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف جندي أميركي، قال مسؤولون أميركيون آخرون إن هذا العدد غير كاف، وطالبوا بزيادة عدد القوات المقرر بقاؤها.
وذكرت تقارير إخبارية يوم أمس أن واشنطن يمكن أن تبقي على ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف جندي في العراق، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر أمس عن مسؤول لم تسمه قوله إن بانيتا يدعم الاقتراح.
"
وكالة أسوشيتد برس قالت إن السفير الأميركي في العراق جيمس جيفري نفى أن تكون الإدارة الأميركية اتخذت قرارا بهذا الشأن، وأضافت أن ذلك يعكس غياب تواصل بين المسؤولين الأميركيين في واشنطن ونظرائهم في بغداد
"
مفاوضات جارية
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين في العراق وفي الولايات المتحدة قولهم إن المفاوضات لا تزال جارية مع الحكومة العراقية عن طبيعة الوجود الأميركي وحجمه في العراق بعد نهاية 2011.
وبدورها نسبت الوكالة إلى مسؤولَين أميركيين قوليهما إن الإدارة الأميركية تقترح بقاء ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف جندي أميركي في العراق لغرض تدريب القوات العراقية.
وقالت الوكالة إن السفير الأميركي في العراق جيمس جيفري نفى أن تكون الإدارة الأميركية اتخذت قرارا بهذا الشأن، وهو ما يعكس –حسب الوكالة- غياب تواصل بين المسؤولين الأميركيين في واشنطن ونظرائهم في بغداد.
وقال جيفري لأسوشيتد برس إن المحادثات الجارية في بغداد مع المسؤولين العراقيين لم تتكلم عن عدد ثلاثة آلاف جندي، وأضاف أن المسؤولين العراقيين والأميركيين في بغداد تحدثوا عن حد أدنى لا يقل عن عشرة آلاف جندي أميركي لا بد أن يبقوا في العراق.
أما قائد القوات الأميركية في العراق اللواء لويد أوستن فقد عبر عن اعتقاده أن 17 ألف جندي يجب أن يبقوا في العراق، مشيرا إلى أنه يعتقد أن العراقيين "لا يزالون يحتاجون المساعدة في عدة مناطق، ويحتاجون أيضا إلى المساعدة لحماية مجالهم الجوي وحدودهم ومياههم الإقليمية".
ومن جهتهم طالب نواب في الكونغرس بالإبقاء على عشرة آلاف جندي في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية التي يبلغ عددها الآن في العراق نحو 46 ألف جندي.
وناقش الكونغرس التقارير الإعلامية التي تحدثت عن أن بانيتا يؤيد خطة لبقاء ما يتراوح بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف جندي أميركي في العراق.
وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب هاوارد مكيون إنه سمع من قادة ميدانيين أنه يجب ألا يقل عدد القوات التي ستبقى في العراق عن عشرة آلاف.
مسؤولون أميركيون قالوا إن القوات الأميركية لا بد أن تبقى لتدريب العراقيين (رويترز-أرشيف)
مخاوف من إيران
أما السيناتور الجمهوري لينزي غراهام فقال "أعتقد أن عشرة آلاف على الأرجح هو أقل شيء"، وحذر من أن إيران "تحاول زعزعة الديمقراطية الوليدة في العراق".
وقال غراهام إن هناك حاجة لبقاء قوات أميركية لمساعدة العراقيين على جمع المعلومات والتدريب ومكافحة الإرهاب وإقرار السلام في المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والعرب وحماية المدنيين الأميركيين الباقين في العراق.
وتنص الاتفاقية الأمنية على الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق بنهاية 2011، ويحتاج أي استمرار لهذه القوات على الأراضي العراقية إلى اتفاق جديد بين الحكومتين الأميركية والعراقية.
ويتخوف مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون أميركيون من أن سحب القوات الأميركية من العراق من شأنه أن يقوي من النفوذ الإيراني هناك، لكنهم يخشون أيضا من أن بقاء القوات الأميركية سيعرضها لهجمات كما أنه سيطعن في صدقية الوعود التي قطعها أوباما عندما قال إنه سيسحب القوات الأميركية من العراق بنهاية 2011.
كما يثير بقاء القوات الأميركية مخاوف مسؤولين من تكاليف مالية إضافية ستتحملها الحكومة الأميركية، حيث من المحتمل إنفاق ما لا يقل عن خمسمائة مليون دولار سنويا على كل ألف جندي يبقون في العراق.