الفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة في الرياضة وكرة القدم.. أحسن من فاز وكان موفقاً ، أما الخاسر فقد حاول وبذل جهده ولم يحالفه الحظ .. ولكن شتان ما بين الموقفين ، خاصة عندما تكون المواجهة مابين اسبانيا وفرنسا في دور الثمانية لكأس أمم اوروبا .
■■ إمتدح الإسبان مدربهم ديل بوسكي ولاعبيهم ، وإعتبروا أن فوزهم ، أنهى عقدة تاريخية من الهزائم المتكررة في المباريات الرسمية للاسبان أمام الفرنسيين ،وهو أمر تكرر في ست مناسبات .. وأعتقد أن الاسبان ، تلقوا دعماً نفسياً متخصصاً ، نلاحظه في أنهم – خلال المباراة - تمتعوا بالصفاء الذهني والثبات الانفعالي ، والتوازن النفسي ، ليستعيدوا ذاكرة مستواهم الكبيرة وتقلدهم عرش العالم وأوروبا ، وينسوا توترات فشلهم المتكرر وعقدتهم التاريخية امام الديوك .
■■ والغريب هذه المرة أن الحل ، لم يأت من خلال الحلول التقليدية الاسبانية وجراء طريقة التاكي تيكي أوالتمريرات العديدة التي تدوخ المنافسين ، أو ما أسميه الطاحونة الاسبانية الصغيرة ، بل جاء من خلال لاعب الوسط المدافع تشابي الونسو الذي سجل الهدفين وأحدهما من ضربة رأس بعد كرة عرضية والآخر من ضربة جزاء، ليدخل الونسو التاريخ لإنه لم يكن أبدا أحد هدافي الاسبان ، بل هو في الغالب جندي مجهول ، ويقتصر دوره على تكوين خط دفاع اول والتصدي للمرتدات وإفساد هجمات المنافسين مبكرا، وأقصي المطلوب منه هجوميا ، هو التقدم لتنفيذ بعض التسديدات من الكرات المرتدة من منطقة جزاء المنافس حينما تتاح له الفرصة .
■■ ولكن ماذا عن مواجهة الليلة مع البرتغال في ديربي شبه الجزيرة الايبيرية ، وماذا عن حالة الهلع الناجمة بين الإسبان خشية تألق بعبع ريال مدريد كريستيانو رونالدو ؟... ربما كثرت الروايات والتصريحات الصحفية عن كريستيانو وكيفية القضاء على خطورته ، وسيناريوهات المباراة ، ولكن ما يدركه الإسبان جيداً ، أنهم يعرفون أن سبعة من لاعبي البرتغال معتادون تماماً على الكرة الاسبانية ، وثلاثة منهم ضمن التشكيلة الاساسية لريال مدريد بطل الدوري ، فكيف يمكن مواجهتهم خاصة القطار كريستيانو ؟
■■ وببساطة يدرك الاسبان أن كريستيانو بالذات يعرف أسراره ومكامن خطورته زملاءه في الريال وهم خمسة ، ومنهم اربعة أساسيين وبالذات تشابي الونسو الذي سيحاول قطع الكرات قبل وصولها إليه ، ثم اربيلوا الظهير الايمن الذي سيواجهه ، ويلي ذلك راموس قلب الدفاع الذي سيقوم بالتغطية وتنظيف المنطقة ، وأخيرا كاسياس الحارس اليقظ الذي سيقطع الكرات العرضية قبل وصولها إليه، وبالإضافة لرباعي الريال ، هناك رباعي آخر من البارسا هو بوسكيتس وتشافي وفابريجاس وأنييستا وكلهم إعتادوا على مواجهة كريستيانو واستطاعوا إيقافه أو مضايقته أوشل حركته في العديد من مباريات الكلاسيكو .
■■ ومما يؤكد نضج الاسبان أنهم يعرفون ويحترمون باقي نجوم البرتغال الكبار وعلى رأسهم بيبي وكوينتراو وميراليس وموينيو وناني ، ويعرفون أنهم فريق خطير وخاصة لأنهم خسروا أمامهم قبل عدة شهور بأربعة أهداف نظيفة في مباراة ودية .. وأخيراً ، فإننا سنكون على موعد مباراة قمة حقيقية كان يمكن أن تكون نهائيا لبطولة اليورو ، ورغم قوة وزخم نجوم البرتغال ، فأنا أميل لترجيح كفة نجوم الماتادور خاصة إذا كان تشافي وأنييستا في حالاتهم الطبيعية.