ينتظر السعوديون أن تجوب أولى سيارات "غزال سيدان" ذات الصنع المحلي شوارع المملكة نهاية عام 2013، أو مطلع عام 2014.
قصة هذه السيارات بدأت في نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما كشف مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان عن سعي الجامعة، عبر ذراعها الاستثمارية (شركة وادي الرياض للتقنية) البالغ رأسمالها 100 مليون ريال، للدخول إلى صناعة السيارات، بعد أن نجحت الجامعة بجهودها الذاتية في تصنيع النموذج الأول من السيارة السعودية الأولى "غزال" وعرضت في معرض جنيف الدولي، فكانت محل إعجاب بالقدرات العربية العلمية الشابة في التصميم والتصنيع، والحصول على براءات اختراع في قطع منها.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه عقب ذلك، أكدت جامعة الملك سعود جديتها في هذا المجال بتأسيسها شركة سعودية للسيارات برأسمال 500 مليون دولار، لإقامة مصنع يتم تنفيذه خلال ثلاث سنوات من الآن لتصنيع سيارة "غزال سيدان 1" من الفئة الاقتصادية لتناسب حاجات المملكة ودول الخليج العربية ودول شمال أفريقيا والمنطقة العربية لتكون السيارة الاقتصادية الجديدة بسعر يتراوح مابين 35 ألف إلى 45 ألف ريال وتتسع لخمسة ركاب.
وفي خطوات متلاحقة، أعلنت الجامعة تأسيس شركة غزال لصناعة السيارات وقطع الغيار، حددت رأسمالها ومساهمتها فيها بنسبة 15% من رأسمالها من خلال شركة وادي الرياض للتقنية القابضة، إلى جانب مساهمة شركة ديجم الكورية لصناعة السيارات الكورية بنسبة 30% لتترك الفرصة متاحة للمستثمرين للمساهمة في رأسمال الشركة الجديدة.
اهتمام المستثمرين
وبعدها بيومين بادر مستثمر سعودي واحد بتغطية 55% من رأسمال الشركة، ليدخل شريكاً مؤسساً في الشركة الجديدة، وهو ما كان محل ثقة المستثمرين بجدوى هذا المشروع ودعمهم له. وأعلنت الشركة الجديدة من خلال الشركاء الثلاثة المؤسسين لـ "شركة غزال" فتح الباب أمام جميع الصناديق الحكومية الراغبة في الدخول في الشركة الجديدة عن طريق الاستثمار في حصة معينة لا تتجاوز 10% للصناديق الراغبة وتنازلهم من حصصهم القائمة لهذه الصناديق، فيما كشف المؤسسون النقاب عن أنه ليس من المستبعد طرح الشركة بعد قيام المصنع وإنتاج السيارات بشكل تجاري في اكتتاب عام بعد سنوات عدة.
وشرح مدير جامعة الملك سعود كيف نجحت الجامعة في الدخول إلى معترك الصناعة المتقدمة من خلال صناعة السيارات بنسبة مكون محلي وبراءات اختراع مرتفع، وأنها استفادت مما تحقق في النموذج الأول "غزال 1" عن طريق طرح فئة جديدة من السيارات الاقتصادية المناسبة للأجواء في المملكة ومنطقة الخليج والمنطقة العربية في مسعى منها "لتوطين التقنية والاقتصاد القائم على المعرفة".
وأعلنت هيئة المدن الصناعية والتقنية تخصيص نحو مليون متر مربع لإقامة مشروع شركة غزال لصناعة السيارات وقطع الغيار في إحدى المدن الصناعية القائمة في المملكة.
ويستعرض رئيس الفريق العلمي لمشروع غزال الدكتور سعيد درويش، في حديثه لوكالة الأنباء السعودية، قصة "غزال" التي تكاتف لانطلاقتها 55 شاباً سعودياً جامعياً في تخصصات عدة، عكفوا بكل إرادة على تحقيق الإنجاز باستخدام أحدث الأساليب الفنية والعلمية للصناعة عن طريق الاستفادة من إدخال الأذرع الآلية وإجراء الحسابات الفنية عبر السوبر كمبيوتر واستخدامات الماسحات الرقمية وتقنيتها لتصميم النماذج حتى حققوا النجاح.
وعن التطوير، قال "إن مشروع تطوير السيارة بدأ منذ نحو عامين وانتهى في حزيران/يونيو 2010، ليدخل مرحلته الجديدة بطرح "غزال سيدان 1" وتم البناء على ما تحقق في النموذج الأول لسيارة غزال عن طريق الاستعانة باستشاري أجنبي، مشيراً إلى أن تصميم السيارة جديد كلياً ولم يسبق طرح التصميم من الشركات المصنعة، وروعي فيه الربط بين معنى اسم غزال ومسماها، لافتاً النظر إلى أنه قد تم الانتهاء من التصميم الخارجي للسيارة الاقتصادية والانتهاء بين 60 إلى 70% من حسابات التصميم للسيارة الجديدة بقدرات ذاتية ومن دون الحاجة للاستشاري الأجنبي.
تصميم إحترافي
وأشار درويش إلى أنه كان ضمن مشروع غزال مجموعة من المصممين المحترفين الذين قدموا تصاميم عدة مختلفة، وتم اختيار النموذج المصمم عن طريق الاستعانة بتقييم التوصل إلى الشكل النهائي، موضحاً أنه تمت مراعاة أن تكون السيارة متعددة الاستخدامات ومتوافقة مع تعدد الاستخدامات وتتسع لخمسة ركاب.
وعن المكون المحلي المستخدم في صناعة السيارة الاقتصادية، قال درويش "إن المحرك سيكون ذا تصميم وإنتاج سعودي عن طريق نقل التقنية والعمل على إنتاج سلسلة محركات يمكن أن تعمل في داخل أي طراز مستقبلي"، وتم في المرحلة الأولى من غزال توفير تقنية تصنيع السيارات وفي المرحلة الثانية سيتم توفير تقنية تصنيع المحركات وهو ما سيفتح آفاق صناعات كثيرة مستقبلاً.
وأضاف أن المشروع يسير في خطين متوازيين الأول يتضمن إنشاء المصنع الذي سيستغرق ثلاثة أعوام، وخلال هذه السنوات الثلاث سيتم افتتاح المصانع التي ستغذي المصنع ومتطلبات إنتاج السيارة لتكون البنية التحتية جاهزة للإنتاج قبيل افتتاح المصنع وبدئه في العمل التجاري.
وقال درويش إن فريق عمل المشروع قام بتصميم ومحاكاة الأذرع الآلية والإنسان الآلي المستخدم في خط الإنتاج، وإنتاجه عن طريق مصادر محلية، وهو ما دعا الشركة الأجنبية المصنعة له إلى خفض سعر الربوت الآلي إلى أكثر من نصف سعره.